نظراً لقدسية شهر ذي الحجة وارتباطه بأداء مناسك الحج فإن أغلب دول العالم الإسلامي ستربط بداية هذا الشهر مع موعد بدايته في المملكة العربية السعودية، التي دعت المحكمة العليا فيها إلى تحري الهلال بعد غروب شمس يومي الإثنين والثلاثاء 29، 30 ذو القعدة بحسب تقويم أم القرى الموافق لـ 28، 29 ذو القعدة بحسب رؤية الهلال 22 – 23 / 8 / 2017.
ووفق الحسابات العلمية فإن رؤية الهلال مساء يوم الإثنين الذي دعت فيه المملكة لتحري الهلال ستستحيل سواء أتمت عملية التحري بالعين المجردة أم حتى باستخدام أحدث ما توصل إليه العلم من مناظير وتلسكوبات فلكية متطورة، وسيؤكد هذا الأمر الكسوف الكلي للشمس الذي سيرى من أقصى غرب الكرة الأرضية، إذ سيلاحظ متتبعو الكسوف حركة القمر الظاهرية أمام قرص الشمس، منهيا بهذه الحركة دورة كاملة حول الأرض ومبتدئا دورة جديدة في ظاهرة فلكية تعرف باسم الاقتران، وهذه الظاهرة تحدث شهريا إلا أنه لا يمكننا رؤيتها إلا عند حدوث الكسوف، وذلك بسبب أن المستوى الذي يدور فيه القمر حول الشمس يميل بزاوية مقدارها خمس درجات عن المستوى الذي تدور فيه الأرض حول الشمس فيعبر القمر في بقية الأشهر إما شمال الشمس أو جنوبها.
وبما أن مرحلة الكسوف تعتبر اقترانا فلكيا مرئيا سيُرى في القارة الأمريكية وبعض مناطق غرب أفريقيا فهذا يعني أن الاقتران سيحدث بعد غروب شمس يوم الإثنين في مكة المكرمة، وهو ما تؤكده الحسابات الفلكية التي تشير إلى أن الاقتران المركزي بين الشمس والقمر بالنسبة للأرض سيحدث مساء يوم الإثنين 21 – 8 – 2017 على تمام الساعة 21:30 بتوقيت مكة المكرمة، الأمر الذي يعني استحالة رؤية الهلال مساء هذا اليوم ليس في المملكة العربية السعودية فقط بل في دول العالم أجمع، وذلك لأن عملية الاقتران ستحدث بعد غروب الشمس، لذلك كان يفترض أن تقتصر عملية تحري الهلال على يوم الثلاثاء 22 – 8 – 2017 الموافق لـ 29 ذو القعدة بحسب رؤية الهلال.
وبعد غروب شمس يوم الثلاثاء سيمكث الهلال فوق الأفق الغربي لمكة المكرمة لمدة 38 دقيقة، يكون موقعه خلالها يسار المكان الذي غربت فيه الشمس مبتعدا عنه بمقدار 6 درجات أفقية، ومرتفعا فوق الأفق بـ 7.5 درجة، وستبلغ نسبة إضاءته 1% من إضاءة القمر الكامل، ولمن أراد تحري الهلال من ليبيا مساء الثلاثاء فإن الهلال سيمكث بين 37 إلى 42 دقيقة في مختلف المدن الليبية، وسيسجل أطول فترة مكث في مدينة غات التي يمكث فيها لمدة 42 دقيقة، حيث سيكون موقعه يسار المكان الذي غربت فيه الشمس مبتعدا عنه بـ 8 درجات أفقية، ومرتفعا فوق الأفق بثماني درجات أيضا، وبنسبة إضاءة تبلغ 1.2% من إضاءة القمر الكامل، وبناءً على هذه النتائج فإن رؤية الهلال ستكون ممكنة بالعين المجردة في حالة صفاء الغلاف الجوي ولكن بصعوبة بالغة.
خلاصة ما ﺳﺒﻖ توضيحُه فإنه يتوقع أن يتم الإعلان أن ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺷﻬﺮ ذي الحجة ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ستكون يوم الأربعاء 23 – 8 – 2017 ليكون بذلك يوم الخميس 31 – 8 – 2017 هو يوم عرفة ويوم الجمعة 1 – 9 – 2017 هو أول أيام عيد الأضحى المبارك، وسننتظر تأكيد هذا الأمر من جهات الاختصاص في حينه.
وختاماً، نؤكد بأن ما جاء في هذا البيان يهدف للاستفادة العلمية وتوضيح أفضل الأوقات والظروف التي يمكن خلالها تحري ورؤية الأهلة مطلع كل شهر قمري، وأن مسألة تحديد أول أيام الشهر الهجري بشكل رسمي ترجع إلى جهات الاختصاص في كل دولة… حفظ الله بلادنا وسائر بلاد المسلمين.
