منظر مذهل لقلب درب التبّانة الملتهب حيث يتخفّى ثقب أسود عظيم وسط أشكال خيطية، تُظهره الصورة التي تم التقاطها من مرصد جنوب افريقيا ميركات الفلكي الراديوي ذو الـ64 صحناً الذي تم أفتتاحه حديثاً، ويعتبر مرحلة أولى من مشروع مصفوف الكيلومتر المربع (SKA)، تم إلتقاط صورة قلب درب التبّانة هذه بتفصيل غير مسبوق، ليكشف عن خيوط طويلة ممغنطة، والنواة المشتعلة للمجرّة حيث يتستّر ثقب أسود عملاق بشكل لا يمكن رؤيته على مقياس الأطوال الموجية البصرية.
“أردنا إظهار القدرات العلمية لهذه الأداة الجديدة” هكذا صرّح فرناندو كاميلو، العالم الرئيسي في مرصد جنوب أفريقيا الفلكي الراديوي قائلاً مركز المجرّة كان هدفاً واضحاَ: مميّز، جدير بالمشاهدة ومليء بالظواهر التي لم تُفسّر بعد، لكن أيضاَ كان من المعروف أنّه يصعب تصويره باستخدام التلسكوبات الراديوية، رغم أنّها لا تزال أول أيام (ميركات)، ولا يزال لدينا تحسينات كثيرة نضيفها له، إلا أننا قررنا أن نجرب الأمر وكانت النتيجة مذهلة.”
تم بناء هذا المرصد عن طريق شركة ساراو وافتتاحه من قبل نائب الرئيس الجنوب الأفريقي (ديفيد مابوزا) في الثالث عشر من يوليو (13-6)، والصحون الـ 64 الخاصّة بـ(ميركات) ستكون جزء من مصفوف الكيلومتر المربع (SKA)، أكبر تلسكوب راديوي في العالم بمئات الصحون الموزّعة في أستراليا وجنوب أفريقيا. في وضعها الحالي، صحون (ميركات) توفّر 2000 من الهوائيات المزدوجة الفريدة من نوعها، “ممّا يؤدّي إلى التقاط صور عالية الدقّة للفضاء الراديوي” كما صرّحت شركة ساراو في أحد أخبارها.
وتدور شمس الأرض حول لُب المجرّة في مسافة تقدّر بـ25.000 سنة ضوئية، بينما تغطّي الغازات المتداخلة والغبار القلب المخفي للمجرّة حيث يوجد ثقب أسود ضخم، الموجات الراديوية اخترقت كل ذلك وأعطتنا لمحة خاطفة لملامح لب المجرة المخفية،وأعطتنا المشاهد الأولية التي وفّرها (ميركات) فكرة عن ما يمكن توقّعه منه مستقبلاً.
والجدير بالاهتمام هو تلك الخيوط الممغنطة الطويلة التي تم اكتشافها في ثمانينات القرن الماضي والتي تُرى بالقرب من الثقب الأسود المركزي فقط ولا مكان غيره يظل مصدرها لغزاً لم يُحل.
“صورة ميركات فيها الكثير من الوضوح” هكذا علّق متعجّباً (فرهاد يوسف زاده) من جامعة (نورث ويسترن) في الولايات المتّحدة، خبير في الأشكال الخيطية التي تُرى بجانب الثقب الأسود المركزي. حيث قال “الصورة تُظهر العديد من الملامح التي لم يتم رؤيتها مطلقاً من قبل، من ضمنها مصادر مدمجة تتعلّق ببعض الخيوط، والتي قد توفّر حلّاً للمعضلة التي امتدّت لثلاث عُقود”
ترجمة: جوهر علي.
تصميم صورة : هيثم المروم.