بقايا المذنب ATLAS عبر عدسة Hubble

ATLAS HUBBLE
كان لدى مراقبِي السماء آمالٌ كبيرةٌ بأنّ المُذنَّب الذي يُطلق عليه (ATLAS) سيُضيئ سماء الليل هذا الربيع، مع توقُّعاتٍ تشير إلى أنه سيكون ساطعًا بما يكفي لرؤيته بالعين المجردة.
عِوضًا عن ذلك، تحطّم هذا الجسم الجليديُّ إلى قطعٍ صغيرةٍ، وظلَّ رَغم تفتُّتِه يوفّر عرضًا استثنائيًّا للعلماء. قضى عالم الفلك (Ye Quanzhi) بجامعة ماريلاند بعض الوقت مع تلسكوب هابل التابع لوكالة ناسا لإلقاء نظرةٍ على المذنَّب أطلس يوم الإثنين الموافق 20 أبريل، وقام بالتقاط صورةٍ مذهلةٍ لبقايا المذنَّب التي نشرها على منصة التواصل الاجتماعيّ تويتر كنظرةٍ عامةٍ على بحثه.
وقال عالم الفلك Ye لموقع Space.com: “لقد كنّا نتابع حطام المذنَّب ATLAS منذ تفكُّكِه في بداية شهر أبريل، لكن باستخدام التلسكوبات الأرضية لم نتمكّنْ من تحليل معظم مجال الحطام، وأضاف بأنه متحمسٌ جدًّا لرؤية الصُّوَر الجديدة بقوله: “مع هابل، يمكننا أخيرًا تحليلُ القِطع الفردية الصغيرة من المذنَّب.”
يأمل عالِمُ الفلك (Ye) بأنَّ قِطَعَ المذنَّب الصغيرةَ سوف تساعد العلماء لفهم سبب تفتُّت المذنّب ATLAS. على وجه الخصوص، يعتمد علماء الفلك على المسافة بين حطام المذنّب لإعادة بناء الأحداث؛ لأنّ المسافة بينهم تزداد بمرور الوقت منذ لحظة تحطُّم المذنَّب.
حددتْ عملياتُ الرصد السابقةُ أربعةَ أجزاءٍ رئيسية لحطام المذنَّب ATLAS. في صورة التلسكوب هابل، يقول عالم الفلك (Ye): إنه يعتقد أنّ اثنين من تلك الأجزاء قد تحطمت أكثر، ممّا أسفر عن زوجين من النقاط المضيئة التي على اليمين، التي تمثل الأربع
الشظايا الأكبر في ذلك الوقت.
قد تُمثِّل الغيمتان الساطعتان في يسار الصورة أجزاءَ المذنَّب وهي تتحطّم إلى أجزاء صغيرةٍ، قبل بدْءِ عملية الرصد، التي استمرت لمدة دورةٍ واحدةٍ لهابل حول مداره، حيث كان يأمل عالم الفلك (Ye) أن يلتقطَ التلسكوبُ هابل المزيدَ من الصور للقطع الصغيرة في تلك المناطق، لكن يبدو أنّ تلك الشظايا قد تحللت بعيدًا جدًّا في الوقت الذي بدأت فيه عملية الرصد.
يقول عالم الفلك (Ye): إن المذنب ATLAS ليس أوّلَ صخرةٍ جليديةٍ فضائيةٍ نادرةٍ تتحطّمُ أمام أنظار العلماء، لكنْ هنالك بعضُ الأشياء الخاصة التي تجعل هذه الملاحظاتِ الجديدةَ مثيرةً بشكلٍ خاصٍّ، أولاً، حدثَ تفتُّتُ المذنّب عندما كان ساطعاً وقريبًا جدًّا من الأرض، مما منح علماء الفلك رؤيةً واضحةً لذلك.
ينحدر ATLAS من سحابة أورت، وهي عبارةٌ عن مجالٍ بعيدٍ من الأنقاض الجليدية يَلُفُّ النظامَ الشمسيَّ على بعد 9.3 تريليون ميل (15 تريليون كيلومتر) من الأرض. هذه المسافةُ الشاسعة تجعل من الصعب جدًّا على الفلكيّين دراسةَ سحابةِ أورت مباشرةً، لكنّ مشاهدةَ تصرفاتِ المذنَّب ATLAS ستساعد العلماء على تطوير فرضيّات جديدةٍ حول ما يحدث هناك.
يقول عالم الفلك (Ye): إنّ المذنَّب ATLAS فقط هو ثاني مذنَّبٍ ساطعٍ قادمٍ من سحابة أورت استطاع تليسكوب هابل رصْدَ حُطامِه خلال ثلاثينَ سنةً من عمله.

————————————————————————–

ترجمة: Atiyah Alhasadi

تعديل: جوهر علي

تصميم: Amjed Khrwat

تدقيق لغوي: محمد السنوسي عامر

المصدر:
https://www.space.com/hubble-image-comet-atlas-broken-up.html

 

Facebook
Twitter
LinkedIn