كيـف يمكننا حسـاب المسافات الفلكية؟

hhk

كما وضحّنا في منشور سـابق أنّ أقرب نظام نجمي إلينا هـو ألفا القنطورس- alpa centauri- والذي يبُعد عنا مسافة 4.6 سنة ضوّئية، أي إذا سـافرنا بسرعة الضوء 300 ألـف كيلومتـر فـي الثـانية؛ وهـذا أمر مُستحيل تمـاماً، وبالرغم من استحالة هذا الأمر إلا أننا لن نصل إلى القنطورس إلا بعدا أربع سنـَوات ونصِف السنة، وهذا هو الوقت الذي يستغرقـه الضـوّء للـوصول مِـن هـذا النجم إلى كوكبنا الأزرق، وإذا ما افترضنا أن انفجاراً حدث لنجم القنطورس، فإننا لن نرى أثـار هـذا الانفجار إلا بعد 4.6 سنة.

ولعلّ السؤال الذي سيراودكم الآن هو كيف أمكن حساب هـذه المسافات في الفضاء؟
استخدمت لقياس المسافات في الفضاء عدة طرق ولعلّ أبرزها طريقة الإنزياح للأحمر التي اكتشفها العالم “إدوين هــابل” والتي جعلت نـاسا تُرسل تلسكوباً باسمه.
فظاهـرة الانزياح للأحمر-Redshift- وثابتْ هـابل: أشتقتْ من ظاهـرة أو تردد دوبلر والتي تعتمد على التغير النسبي للأمـواج الصوتية – وقد أُطلق عليها اسم دوبلـر نسبةً للعالم دوبلر الذي اكتشفها عام 1842.

قد يمكننا معرفة المسـافة بيننا وبين سيارة إسعاف مثلاً عن طريقة هـذه الظاهرة، فسنسمع صفارتها وهي قريبة منا بتردد وصوت عالي وكلما ابتعدت عنّا إنخفض هذا التردد والصوت، وبنفس هـذه الطريقة إستخدم هابل هذه الظاهرة للضوء.
وبطريقة بسيطة، إذا رصدنـا ضوء قادم من نجم يبعد عنا مثلاً 20 ألف سنة ضوئية، وتبين أن لون الضوء القادم من نجم أزرق على سبيل المثـال، فإذا حللنا هـذا الضوء في منشور زجـَاجي وتبيّن أن ألوان الطيف انزاحت للأحمر، فهـذا يدل على انّ هـذا النجم يتحرك مُبتعداً عنا، وكلمـا زاد الإنزياح للأحمر زاد مُعدل سرعتها بـالابتعـاد عنّا وهذا مايحصل فِي ظاهرة دوبلـر، وربط هـابل هـذه السرعة بالمسافة عن طريق علاقة سميت بـقانون هـابل، والذي ينص على أن السرعة التي تبتعد بها مجرة من المجرات عنا تتناسب تناسبا طرديا مع المسافة بينها وبين الارض، ومن هـذا المبدأ أكُتشِفَ أن المجـرّات تبتعد عنّا بجميع الاتجهـاتْ، واثبت هـذا الاستنتاج انّ الكـون يتمدد بشكل معاكس تماما لتصوّر اينشتايـن الذي كان يعتقد في كون ساكن- static universe

ويمكننا ايضاً معرفك المسافة عنْ طريق المُقارنات، وذلك عن طريق مقارنة شِـدة لمعَان مجـرة بعيدة مثلاً لمعان مجرة الأندروميدا المرأة المسلسلة -Andromeda- والتي تبعد عنا 2.5 مليـون سنة ضوّئية، التي عرفنا بعدها عن طريق ثـابت هـابل، وبعدها يمكننا وضع المسافة التقريبية مُقارنة ببُعد وشدة لمعان الأندروميدا بالمجرة المطلوبة.

كتابة تقرير: Huissen Alkrimi‎‏
تصميم صورة: Hamza Wi

جمعية رؤية لهواة الفلك .. لرؤية أعمق من حولنا.

Facebook
Twitter
LinkedIn