زخة شهب القيثاريات تصل ذروتا فجر يوم 22 أبريل

1

سيكون النشاط السنوي لزخّات القيثاريات الشهابي دائر من تاريخ 16 إلى 25 ابريل من كل سنة , حيث من المتوقع أن تسقط هذه الزخّات عندما تصل إلى ذروتها في صباح 22 ابريل لسنة 2017 في شكل إنفجار و عادةً ما يستغرق هذا الأمر أقل من يوم واحد , و قد تصاحب معها أو لا , تداخل بسيط من قبل هلال القمر النحيل و المتضائل .غالباً ما تسقط هذه الأعداد الكبيرة جداً من الشهب أثناء الساعات الأخيرة التي تسبق طلوع الفجر . رغم أنّ شهرة هذه الزّخات الشهابيّ سيئة بسبب تحولاتها و ليس بسبب طبيعتها القابله للتنبوء تماماً , إلا أن مشاهد زخّات القيثاريات الشهابي تبدو رائعة إجمالياً لهذه السنة .

-كم من الشهب القيثارية بإمكاننا توقع رؤيتها في 2017 ؟
قد تُلاحظ شهاب قيثاري في أي وقت خلال الزّخات ( 16-25 من إبريل ), لكن من المحتمل أن أغلب الشهب ستسقط في الساعات الحالكة من 22/ إبريل قبل طلوع الفجر. في حالة تجرد السماء من وجود القمر , قد تشاهد حوالي من 10 الى 20 للشهب القيثاريه في كل ساعة تصل فيها الزخات الى ذروتها . لن يسبب هلال القمر النحيل في خلق الكثير من المشاكل هذه السنة , أي 2017 .
بالطبع , تشتهر زخات الشهب بتحديها لأكثر التنبوءات الدقيقة . أي تظل القيثاريات خالية من الاستثناء . تَفجُّر الشهب القيثارية دائما ما يكون احتمالية ( اي أنه لا يوجد تفجُّر قيثاري محتمل بالنسبة 2017 ).
لاحظ المراقبون الأمريكيون على سبيل المثال تفجُّر حوالي 100 شهاب في كل ساعة سنة 1982 . و حوالي 100 شهاب في كل ساعة في ألمانيا سنة 1922 , و من اليابان أيضاً سنة 1945.
بالمناسبة , في حال شاهدت شهاب …. لاحظ ما إذا يترك ورائه ذيلاً غبارياً – و هو عبارة عن ذيل غازي أيوني يتدفق لثواني قليله بعد مرور الشهاب . حوالي ربع الشهب القيثاريه تترك هذه الذيول الغبارية.

-أين تقع النقطة المُشعة لزخّات القيثاري الشهابي ؟


لو تتبعت طرق جميع الشهب القيثارية عكسياً , ستبدو و كأنها تُشع من كوكبة القيثارة أي قرب النجم اللاّمع ( النسر الواقع ) . و هذا فقط عبارة عن تقارب متصادف بالنسبة لاشتعال هذه الشهب في الغلاف الجوي بحوالي 100 كيلومتر – أو 60 ميل – فما أكثر . في الوقت الذي يتمركُز النسر الواقع بعيداً عنه بتريليونات المرات أي نحو 25 سنه ضوئية , غير أنه لا تزال زخّات القيثاري الشهابي يحصل على اسمه من كوكبة القيثارة للنسر الوقع .
أنت لست بحاجة أن تُعيّن هوية النسر الواقع أو كوكبته القيثارية لكي تشاهد زخّات القيثاريات الشهابي .الفكرة هي أنه يجب عليك إدراك النقطة المشعة للزخّات لكي تفهم أن أي شهاب هو شهاب زائف كلياً . أيّ ظهور مرئي للشهب في السماء غالباً ما يظهر بشكل غير متوقع , في أي منطقة أو جميع مناطق السماء .
على كل حال , يساعدك ادراك وقت بزوغ النقطة المشعة على معرفة التوقيت الأفضل للزخّات في سماء منطقتك . أي كلما ارتفع النسر الواقع عالياً في السماء , كلما زادت احتمالية مشاهدتك لكثيراً من الشهب. كُن مُدرك بأن نجم النسر الواقع يمكث بعيدا نوعا ما شمال خط الإستواء السماوي , و لهذا السبب زخّات القيثاريات الشهابي يفضل المكوث في نصف الكرة الشمالي.
وقت أوج القيثاريات , يرتفع نجم النسر الواقع أعلى أفُقك المحلي – نحو الشمال الشرقي- في حوالي 9 الى 10 ليلاً . التوقيت المحلي ( هو التوقيت الذي يظهر لديك في الساعة , لمواقع نصف الكرة الشمالي ) . حيث يصعد فيها الى الأعلى أثناء الليل. و عند منتصفه , يتواجد النسر الواقع عالياً بشكل كافي في السماء و الذي بدوره يسمح للشهب بأن تُشع عند اندفاعها المباشر كلمح البصر نحو السماء .
فيشرق النسر الواقع و النقطة المشعة عالياً في السماء , و لهذا السبب تتواجد الكثير من الشهب فقط قبل طلوع الفجر.

-تاريخ الشهب القيثارية .
ما يميز هذا النوع هو أنه الأقدم من بين الزخّات الشهابية . حيث تعود سجلات هذه الزخّات الى ما يعادل 2700 سنة . كما ذكروا الصينيون القدامى بأنهم شاهدوا الشهب القيثارية ” تتساقط مثل المطر ” في السنه 687 قبل الميلاد.
و بالمناسبة , هذه الفترة الزمنية في الصين القديمة تتماشى مع ما يسمى بزمن الربيع و الخريف (منذ 771 الى 476 قبل الميلاد ) وهو عبارة عن تقليد يتعلق بالأستاذ و الفيلسوف الصيني كنفيوشس و هو واحد من أوائل الفلاسفة الذي تبنى مبدأ ” لا تفعل للغير مالا تريد فعله لنفسك ” . أتساءل ما إذا شاهد كنفيوشس هذه الشهب القيثارية …

-مذنب تاتشر هو المصدر للشهب القيثارية .
في كل سنة , و في أواخر شهر إبريل , يعبر كوكبنا المسار المداري لمذنب تاتشر (C/1861 G1) و الذي لا تتوفر منه أي صور فوتوغرافيه نظراً لدورانه القريب حول الشمس ب 415 سنة . حيث زار المذنب المجموعة الشمسية الداخلية آخر مرة سنة 1861 , أي قبل بدء العمليات الفوتوغرافية بالانتشار و التوسع . ومن الغير المتوقع بأن يعود هذا المذنب حتى 2276 سنة أخرى.
تقذف و تغطي الفتات و الأجزاء الساقطة من هذا المذنب مدارها في أعلى الغلاف الجوي بنحو 177000 كيلومتر في كل ساعة ( 110000 ميل ) .فيندفع الحطام المبّخر ساعات الليل في سرعة متوسطة للشهب القيثارية.
هذا يحدث عندما تمر الأرض من خلال كتل ثقيلة غير معتاد عليها من أنقاض مذنب ما , و الذي يمكن من خلاله مشاهدة أرقام مرتفعه جداً لهذه الشهب .
الخاتمة : يٌظهر زخّات الشهاب القيثاري من 10 الى 20 شهاب في كل ساعة عند أوجهَ في الليلة الخالية من وجود القمر.من المحتمل أن أعداد هذا الأوج ستسقط في صباح 21 أو 22 من ابريل/2017 , و لن يكون هناك تداخل كبير لضوء هلال القمر المتضائل مع الزخّات القيثاريه . في الحالات النادرة , تستطيع السماء قذف ما يقارب عن 100 شهاب قيثاري في كل ساعة . لا يُتوقع في هذه السنة أي هجوم شهاب قيثاري , و لكن من يعلم !.

ترجمة : سلسبيل الحصادي

جمعية رؤية لهواة الفلك.

Facebook
Twitter
LinkedIn