رسالة من الفضاء إلى الأرض على بعد 317 مليون ميل (مركبة رشيد )

مذنب 67P

رسالة من الفضاء إلى الأرض على بعد 317 مليون ميل !(مركبة رشيد )

رشيد , أو روزيتا هو المسبار الفضائي الذي أطلقته و كالة الفضاء الأوروبية 3 مارس 2004 لاستكشاف المذنب 67P, المركبة احتاجت مسيرة 10 سنوات للوصول إلى المذنب الذي يبعد عنا مسافة 317  مليون ميل .

aw

أطلق اسم رشيد على المسبار تيمناً بحجر رشيد الذي عثر عليه في مدينة رشيد بدلتا النيل في مصر و الذي أدى إلى فك رموز الحضارة الهيروغليفية المصرية القديمة . يأمل العلماء من مسبار رشيد فك لغز الطريقة التي تكونت بها المجموعة الشمسية منذ نشأتها ,لأن المذنب نشأ قبل 4.6  مليار سنة في قرص من الضباب الكوني الأول و في نفس الفترة التي نشأت فيها المجموعة الشمسية  . كما اختير لمسبار الهبوط اسم فيله وهو اسم جزيرة شهيرة في نهر النيل عند أسوان حيث وجدت هناك مسلة مصرية قديمة ساعدت على فك رموز الكتابة الهيروغليفية . وضع على المسبار قرص معدني قطره حوالي 5 سنتيمتر مصنوع من سبيكة النيكل,مكتوب عليها 15,000 صفحة بلغات مختلفة و معلومات عن الأرض وسكانها .

الناس طالما تأملوا الأجرام السماوية منذ عصور طويلة و الانسان يحاول فك شفرات هذا الكون الكبير. مركبة رشيد ربما تعد خطوة علمية بل قفزة هذه المرة في التوصل إلى حقيقة ما. كوننا نستطيع الآن التواصل مع مركبة تبعد عنا ملايين الأميال و ترسل لنا الصور و تجمع بعض العينات هذه لم تعد من قصص الخيال العلمي بعد الآن فالغرض الرئيسي هو إجراء البحث على مادته و خواصه الكيميائية و الفيزيائية و إرسال المعلومات إلى الأرض .

لم يجد العلماء تقنية تتيح إرسال المسبار بشكل مباشر إلى المذنب المطلوب بالسرعة الصحيحة و لهذا استغلوا قوى جاذبية كل من المريخ و الأرض لتقوم بدفع المسبار و زيادة سرعة توجيهه و كان من الضروري  للحفاظ على رشيد إبقائه في سبات لمدة 31 يوم للحد من استهلاك الكهرباء و الوقود و تقليل تكاليف التشغيل .

وفي أغسطس 2015  تم الاحتفال بمرور  عام منذ أن وصلت مركبة رشيد على مذنب 67P . كان العلماء في منتهى الاحتفاء  بوجود هذه الأداة التي تسمح لهم باكتشاف الشكل و السطح لهذا المذنب المثير للاهتمام

ad

هذه الصورة هي من ضمن صور المذنب التي التقطتها  إحدى كاميرات رشيد . الشكل غير المعتاد للمذنب أصبح واضحاً لنا الآن , و ذلك بعد استخدام برامج نمذجة حاسوبية ثلاثية الأبعاد ,و هناك اداة أخرى تسمح بتكبير و تصغير و تدوير المذنب و تحريكه ,و هذه بالفعل كانت من أفضل الأدوات التي استخدمت للتواصل مع رشيد . أرسلت المركبة ما يزيد عن 694 صورة للمذنب و لا تزال الآن تتنقل حوله , و في منتصف أغسطس وحتى سبتمبر  لا تزال مركبة رشيد و فيليه تتحرى المزيد من المعلومات حول المذنب .

أياً ما كانت النتيجة التي سوف تصل إلينا من كل هذه المغامرة و هل هي مجدية حقاً أم لا , تبقى تجربة جديرة بالاهتمام .

رابط 1 :  محاكاة لموقع رشيد منذ 2004 و حتى الآن .

http://sci.esa.int/where_is_rosetta/

 

رابط 2: فيديو لوكالة الفضاء الأوروبية ECA “قطعة من اللغز ” ..

 

ترجمة وجدان الغامدي

لجمعية رؤية لهواة الفلك.

 

 

 

 

 

Facebook
Twitter
LinkedIn