تحري هلال شهر جمادى الآخرة لهذا العام سيتزامن مع حدوث كسوف حلقي للشمس يوم الأحد 29 جمادى الأولى 1438 هـ الموافق 26 / 02 / 2017، يُرى من مناطق أمريكا الجنوبية وجنوب القارة الأفريقية ، وسيلاحظ الراصدون في هذه المناطق عبور قرص القمر من أمام الشمس مُنهياً بهذا العبور دورة اقترانيه كاملة حول الأرض ومبتدأً دورة جديدة في ظاهرة فلكية تعرف باسم الاقتران، وبالرغم من أن هذه الظاهرة تحدث شهريا إلا أنه لا يمكننا رؤيتها دائماً، وذلك بسبب أن المستوى الذي يدور فيه القمر حول الارض يميل بزاوية مقدارها خمس درجات عن المستوى الذي تدور فيه الأرض حول الشمس فيعبر القمر في بقية الأشهر إما شمال الشمس أو جنوبها.
سيصل الكسوف لذروته عند منتصف النهار في مناطق أمريكا الجنوبية وبما أن مرحلة الكسوف تعتبر اقترانا فلكيا مرئيا بالعين سيُرى القمر كدائرة سوداء أمام قرص الشمس، وفي هذا الوقت ستكون الشمس قد شارفت على الغروب في مناطقنا، وهو ما تؤكده الحسابات الفلكية التي تشير إلى أن الاقتران المركزي سيحدث على تمام الساعة 16:58 بالتوقيت المحلي، الأمر الذي يعني استحالة رؤية الهلال في ليبيا أو أي من الدول العربية والإسلامية مساء يوم الأحد 26 فبراير، وذلك بسبب أن النور لم ينبعث بعد على سطح القمر حتى يصبح هلالاً.
وفي حالة صفاء الغلاف الجوي مساء يوم (الأثنين) سيمكن رؤية الهلال رقيقاً للغاية يُزين الأفق الغربي للسماء حيث سيمكث لقرابة الـ 60 دقيقة بعد غروب الشمس وستكون نسبة إضاءته 1.5 % من إضاءة القمر الكامل.
بناء على ما سبق وبشكل مبدئي سيكون يوم الأثنين الموافق لـ 27 فبراير هو المتمم لعدة شهر جمادى الأولى 30 يوماً، وسيكون يوم الثلاثاء الموافق لـ 28 فبراير 2017 هو أول أيام شهر جمادى الآخرة لعام 1438 هـ في جميع الدول التي تأخذ بمبدأ الرؤية العينية للهلال أو حتى تلك التي تكتفي بتحقق شرط غروب القمر بعد الشمس.
ختاماً، نؤكد بأن ما جاء في هذا البيان يهدف للاستفادة العلمية وتوضيح أفضل الأوقات والظروف التي يمكن خلالها تحري ورؤية الأهلة مطلع كل شهر قمري، وأن مسألة تحديد أول أيام الشهر الهجري بشكل رسمي ترجع إلى جهات الاختصاص في كل دولة…حفظ الله بلادنا وسائر بلاد المسلمين.
