اكتشفَ العلماءُ قمراً صغيراً يدور حولَ كُويكبٍ ستزورُه مركبةُ ناسا الفضائية لوسي

 

تُواجه مهمةُ لوسي باستهدافها لسبعةِ كُويكباتٍ مختلفةٍ مساراً مُكتظًّا منذ البداية. الآنَ، اكتشف الفريقُ أنَّ لدى إحدى هذه الكُويكبات مرافقًا صغيرًا.
تم التّوصُّلُ إلى هذا الاكتشاف بفضل مرصد هابل الفضائي، الذي استخدمه الفريقُ لأول مرةٍ في 2018 لدراسة صخرةٍ فضائيةٍ تُسمى أوريباتيس. ومِثْلُ العديد من أهداف مهمة لوسي الأخرى، ينتمي أوريباتيس لمجموعةِ كُويكباتٍ معروفةٍ باسم طروادة، وهي تَشغَلُ تقريباً نفسَ مدارِ المُشترِي حول الشمس، إلا أنها تتجمع إمّا أمام الكوكبِ الغازيِّ أو خلفَه.
تساءلَ العلماءُ فيما سبق عمّا إذا كان لأوريباتيس مرافقٌ، إلا أنّ فحوصاتِ صورِ هابل في 2018 أتتْ خاليةَ الوِفاضِ– إلى أنْ أعاد الباحثون الاطلاعَ على البيانات في نوفمبر 2019 ولاحظوا شيئاً.
قال كيث نول العالِمُ بمشروع لوسي لدى مركز غودارد لرحلات الفضاء بماريلاند التابع لناسا، والمشاركُ في اكتشاف قمر أوريباتيس في بيانٍ أصدرتْه الوكالةُ حول الاكتشاف: “طلبْنا المزيدَ من وقتِ هابل، وقد منحونا ثلاثَ محاولاتٍ. لم نَرَ شيئاً في أول مراقبتيْن في ديسمبر، فسَاوَرَنا ظنٌّ بأنّنا قد لا نكونُ محظوظينَ، لكنه كان هناك في الدورة الثالثة.” والتي كانت في أوائل يناير.
يَأمل العلماءُ العاملون على مهمة لوسي إلقاءَ نظرةٍ ثانيةٍ على القمر في الشهر القادم، عندما يعود لِمَرْأَى مرصدِ هابل لأول مرةٍ بعد تأكيد اكتشافِه في يناير.
يسعى ويُركز العلماءُ في الوقت الحالي على استخدام ما يَملكون من بياناتٍ لتحديد مدار القمر حول أوريباتيس حتى تزيدَ احتماليةُ رصدِه بنجاحٍ خلال المحاولة القادمة.
تُرجِّح معرفةُ الباحثين الحاليةُ أنَّ القمرَ المكتشفَ حديثاً صغيرٌ جداً؛ ذلك لأنه أبهت من أوريباتيس 6000 مرةٍ، ومن المحتمل أنْ يكونَ قُطرُه أقلَّ من 0.6 ميل (1 كيلومتر) وَفقاً للبيان.
يَأمل علماءُ مهمة لوسي أنَّ القمر المكتشفَ حديثاً – وبقيةَ رحلةِ المهمةِ لطروادة– سيُساعدُهم في فَهمِ كيف صار النظامُ الشمسيُّ على الشكل الذي يبدو عليه؟ فَمِن المحتمَل أنْ تكون كُويكباتُ طروادة عبارةً عن فُتاتٍ انْسَلَّ بعيداً أثناء تكوُّنِ الكوكب الغازيِّ ثم صار حصر الاستقرار المداريّ، مما يعني أنه لا بُدّ لهذه الصخورِ الفضائيةِ أنْ تَحملَ أدلةً على أيامِ النظام الشمسيِّ الأولى.
يَشكُّ العلماءُ أنَّ أوريباتيس ومُرافقَه الصغيرَ قد يكونانِ فيما مضى قطعتيْنِ مِن صخرةٍ فضائيةٍ أكبرَ، ما يعني أنّ دراسةَ هذا الثنائيِّ قد تساعد العلماءَ على فَهمِ ما يحدث عند اصطدامات النظامِ الشمسيّ.
أوضح توماس ستاتلير في البيان، وهو عالمٌ بمشروع لوسي في مقرِّ ناسا بواشنطن: “هناك عددٌ قليلٌ فقط من كُويكبات طروادة التي تَملك أقماراً، ووجودُ قمرٍ لأوريباتيس خصوصاً مثير للاهتمام .. إنه أكبرُ عضوٍ بعائلةِ طروادة التصادميةِ، التي تمّ تأكيدُها – 100 كُويكبٍ تقريباً تعزو لذات الاصطدام، وتَشظّتْ منه على الأرجح.”
وَفقاً لناسا، لا ينبغي لهذا الاكتشاف أنْ يؤثرَ على خطة لوسي، إلا أنَّ الفريقَ الذي يقف خلفَ المهمة سيُعيدُ تقييمَ الوضع للتأكد مِن أنَّ المركبةَ الفضائيةَ لن تنزلقَ بشكلٍ غيرِ مقصودٍ في اتجاهِ الصخرةِ وتُهشِّمَ نفسَها إلى أشلاء.
مِن المقرَّر حاليًّا أنْ يتمَّ إطلاقُ لوسي في أكتوبر 2021 في صاروخ أطلس 5 تابعٍ لائتلافِ الإطلاق المتحدِ، وتَصلُ أولَ أهدافِها في 2027.

==============
ترجمة صفاء حُصن
تعديل عطية الحصادي
تدقيق لغوي محمد السنوسي عامر

Facebook
Twitter
LinkedIn